top of page
Rechercher
  • Photo du rédacteurقناة الكاتب عماد الدين زناف

مِن « كنعان»؟

مِن كنعان؟. {مقال رأي}

إن غياب أي دليل ملموس على مكان ولادة أبناء سيدنا نوح عليه السلام يجعل كل الاحتمالات واردة في مكان ترعرعهم، ولا يقتصر ذلك على الشرق الأوسط. فالقول أن كنعان نزح من الشرق إلى الغرب، قابل أن يكون أنه نزح من الغرب إلى الشرق على حد سواء.

والراجح أن كنعان هو الابن العاق الذي غرق في الطوفان أصلا، ولم تبق له ذرية عكس سام وحام ويافت! فعجيب أن ينسب البعض أنفسهم الشخصية كهذه.. على أنها لم تُعقب، لكن لنتماشى.

فالعلم يقول: لا يوجد إجماع ولا دليل تام حول مكان ولادة أبناء نوح، وما يقال في الكتب مجرد ترجيحات ومقاربات بسبب الربط المعنوي بين قيام الحضارة والشعب في الأرض، ولقد أثبت التاريخ القريب أن الشعوب يمكنها أن تهجر أرضها وتقيم حضارة في أرض أخرى حتى تصبح كأنها من تلك الأرض وهي لم تكن كذلك.

كذلك لا يذكر القرآن الكريم مكان ولادة أبناء نوح.

وتشير التوراة (أيا كانت صحة القول) إلى أن نوح عليه السلام قد وُلد بعد 126 سنة من وفاة سيدنا آدم عليه السلام،. وأن أبناءه الثلاثة (سام وحام ويافث) قد وُلدوا بعد الطوفان والبشر من نسلهم.

هذا ما قيل، ولا يوجد قول بمكان ولادتهم، شرقا أو غربا.

الروايات التاريخية:

يذكر ابن كثير في تفسيره للقرآن الكريم أن أبناء نوح وُلدوا في العراق (دون دليل). كذلك يذكر الطبري في تفسيره للقرآن الكريم أن أبناء نوح وُلدوا في بابل (دون دليل).

أما عن الأدلة الأثرية، فلا توجد أدلة أثرية قاطعة تحدد مكان ولادة أبناء نوح تماما.

ما يعني الجميع هو كنعان، كما قلت لا دليل عن مكان ولادته وترعرعه، أما عن أبناء كنعان، فهناك أقوال غير ثابتة تاريخيا حول هذا، تختلف الروايات حول عدد أبناء كنعان وأسمائهم.. إذا كان غير ذلك الذي هلك لأن الرواية تنتهي قبل اتمام الفرضية هذه.

ففي التوراة مثلا يذكرون أن له11 ابنًا وهم:

صيدون، حِيث، اليبوسي، الأموري، الجرجاشي، الحويّ، العرقي، السيني، الأروادي، العِماري، والحماتي.

لم تُذكر تفاصيل عن حياة أبناء كنعان، عن مكان ولادتهم وترعرعهم، ولا عن مصيرهم تماما.

في نصوصنا الاسلامية؛

لا تذكر النصوص الإسلامية أسماء أبناء كنعان بشكل صريح أبدا.

بعض الروايات الإسلامية تُشير إلى أن كنعان له ابن واحد يُدعى "صيدون"، ويُعتقد أن بعض الشعوب القديمة في بلاد الشام، مثل الفينيقيين، أنهم من نسل صيدون، ولا دليل علمي على ذلك، وحتى لو ثبت أنهم من نسل صيدون فلا يمكن القطع عن موطنهم الأصلي.

يشير بعض المؤرخين إلى أن صيدون كان له ابن واحد يُدعى "أشمون عازر"، الذي كان يعتبر إلها للفينيقيين، ولأشمون ابنا اسمه تبنيت وقيل امواشترت وثالث مجهول ولكن للصدفة له أحفاد اسمهما بودشتارت ويتونميلك...

وقد هذا تبنيت بنى معبدًا للإله أشمون عازر، حيث يُعتقد أن تبنيت بنى معبدًا للإله اشمون في مدينة صيدون، وكان هذا المعبد من أهم المعابد في العالم الفينيقي في القرن 6 ق.م

حسنا، من هم أبناء تابنيت؟ في كتاب "تاريخ صيدون" للشيخ أحمد عارف الزين، لا يوجد ذكر لأسماء أبناء تبنيت.

وفس موقع "تاريخ الفينيقيين"، لا يوجد يذكر لأسماء أبناء تبنيت.

أما في الكتاب المقدس فلا يذكر أسماء أبناء تبنيت بشكل صريح، لكنه """'يشير"""" إلى ابنته "إيزابيل" التي تزوجت من الملك آخاب ملك بني إسرائيل.

بعض الروايات تُشير إلى أن تبنيت كان له ابن واحد يُدعى "شَلْمَنَسَر". وبع الروايات الأخرى تُشير إلى أن تبنيت كان له ابنتان، إحداهما هي "إيزابيل" والأخرى اسمها غير معروف.

___

دوختك شوية؟ هناك مشكل كبير جدا في التاريخ هذا، وهو التأصيل والفصل الحقيقي في أصول الشعوب، لأن القضية كلها تعود لقترة ما بعد الطوفان وتوزع أو تفرق أو تشتت أبناء سيدنا نوح، فالقول أن شمال إفريقيا كنعاينيين، قد يكون صحيحا وقد سكون خاطئا، إذا كان صحيحا ما الذي يؤكد أن المسكن الأصيل لم يكن قارة إفريقيا كما يثبت علم الحفريات وعلم الإنسان؟ وأن كنعان أو أي إنسان ولد وعمرت ثبيلته في شمال إفريقيا ثم انتقلوا الى الشام؟! لمَ لا تكون هجرة البشر من الغرب لتستقر بالشرق ومن ثم بدأت مت تسمى حضارة ما بين النهرين؟. السؤال هو:

ما المانع العلمي؟ لا يوجد، كل الاحتمالات قائمة.

إذا، على الذي ينسب نفسه للشام وآسيا، عليه أن يفكر في إمكانية انتساب شعوب الشام لأفريقيا، وأن لا دليل أبدا على ولادة أبناء نوح في الشام أو الجزيرة العربية، وأن لا مانع عقلي ولا منطقي ولت جغرافي من ترعرع كنعان في إفريقيا ذاتها ثم رحل مع قبيلته الى الشرق ثم بدأ التاريخ مع الحضارات المعلومة.

أخيرا، إذا كان لكنعان ابنا اسمه مازيغ، فهذت يرجح أنه ولد في شمال إفريقيا وتكاثر بها، ولم يأتي من مكان آخر، أو ليثبت القائل أنه فعل. وإذا بم يكن له ابن باسم مازيغ، وكان هذا من اجتهاد الاغريقيين، فما الذي يربط البربر النوميد بكنعان إذا..

كلها معضلات يجب التوقف عن طرحها، لأن لا أحد يملك الجواب القاطع، لذلك لا تنسب نفسك لما يعجبك، فالأصول ليست خيارا بل طبيعة، وأيا كان أصلك فأنت وأي بشر في الأرض من بني آدم لا ريب.. وانتهى.

المقال 401

145 vues0 commentaire

Posts récents

Voir tout
bottom of page