top of page
Rechercher
  • Photo du rédacteurقناة الكاتب عماد الدين زناف

تينهينان التارڨية الجزائرية

طُلب مني البحث عن موضوع الملگة تينهينان، فرأيت ما تذكره عنها المصادر المختلفة، واستخلصت بعض النقاط التي جمعتها في هذا المقال الصغير، لقلة المعلومات القوية عنها.

لكن المنهجيّة تتطلب منا الحديث عن قبيلتها وشعبها، فإذا عرفنا من هم التوارڨ، استعطنا معرفت من أين أتت وأين عاشت، إذ أننا نعلم أين دفنت دون شك؛ فقد اكتشفوا ضريحها في دائرة أبلية بولاية تمنغست بالجزائر، سنة 1925م. وهو قبر من القرن الرابع ميلادي، وُجدت به آثار رومانية ما استدعى وضع ندرية أن الرومان قد وصلوا هناك.، وقد لوحظ من عضامها أنها كانت عرجاء.

سنعود لنا قاله ابن خلدون عنها، لكن لنتحدث أولا عن التوارڨ.

هم شعب أمازيغي صِنهاجي من الرُحل، سكنوا الصحراء منذ عصور ، ومسكنهم الحقيق هو الشمال. أماكنهم هي المناطق الصحراوية في الصحراء الوسطى والساحل، في المقام الأول في البلدان التالية:

بلدنا الجزائر، حيث يتواجد التوارق في مناطق االأهقار وطاسيلي ناجر، تماما حيث وجد قبرها، وغير بعيد من منطقة سيفار التاريخية.

كذلك في مالي، حيث يتمتع التوارق بحضور قوي، بشكل رئيسي في شمال البلاد في حدودهم مع الجزائر، وكذا أدرار إيفوغاس. وكذا النيجر، إذ يشكل الطوارق جزءاً كبيراً من سكان النيجر، حيث يعيشون بشكل رئيسي في شمال البلاد أيضا، وفي مناطق مثل آير وتينيري. وفي ليبيا، إذ يعيشون بشكل رئيسي في المناطق الصحراوية في فزان وأكاكوس. وأخيرا في بوركينا فاسو، على الرغم من أن وجودهم أقل أهمية من أي مكان آخر، إلا أن هناك أيضًا مجتمعات الطوارق في بوركينا فاسو، خاصة في شمال البلاد، بالقرب من الحدود مع مالي والنيجر.

وهكذا نلاحظ توزعهم في الساحل الشرقي، ولا أثر لهم إلا القليل المنزور في موريتانيا، وبشكل معدم في الصحراء الغربية ومراكش.

وقد يكون التوارڨ صنهاجة من غير الملثمين المرابطين الذين استقروا في موريتانيا منتقلين من الجزائر، إذ أن المرابطون يعرفون أنهم من لمتونة، ولا يُعرف التوارڨ من أين هم تحديدا، حتى أن بعض المؤرخين من نسبهم للعرب، وبعض الخرافات الخالية من أي مصد، أو قد يكونوا فرعا منهم -من لمتونة- منقسمان، لكن لا دليل على هذا، وقد يكونوا من شعب الجيتول الذين لا ينتمون لصنهاجة، بل فرع لوحده سكنوا منذ القدم في منطقة الطاسيلي بالجزائر والنيجر وليبيا

عودة لتينهينان.

تصفها قصص الطوارق التقليدية بأنها ملكة محترمة وزعيمة قبلية عاشت في حوالي القرن الرابع الميلادي في منطقة الهقار بالجزائر. يُعتقد أنها لعبت دورًا مهمًا في تاريخ وثقافة التوارق، لكن المعلومات المحددة حول حكمها وأفعالها وتأثيرها غالبًا ما تتشابك مع الأساطير والفولكلور، فقط أسماها الفرنسيون أنتينا Anténa، ولهم فيلم في الجزائر حول أسطورتها.

وقد حاول الباحثون وعلماء الآثار فك الحقائق التاريخية من القصص الأسطورية المحيطة بتينهينان، ولكن لا يزال هناك العديد من الألغاز والنقاشات المحيطة بحياتها وعهدها. وقد ساعدت الاكتشافات الأثرية، ولا سيما اكتشاف قبرها في أباليسة بالجزائر، في إلقاء الضوء على أهميتها التاريخية عمد التوارڨ لكن لا تزال هناك أسئلة عديدة حول مكان ولادتها الدقيق، حيث يرجح أنها من الرفة التي رسمتها في صدر المقال، ولا تعرف طريقا قط لما يدّعونن أنها من تافيلات المراكشية، ولا مكان آخر.

يقول ابن خلدون عنها وعن التوارڨ «...وعند هؤلاء أن هوّارة وصنهاجة ولمطة وكزولة وهكسورة يعرف جميعهم بني ينهل وأن المسور جدهم جميعاً. وأنه وقع إلى البتر، ونزل على بني زحيك بن مادغيس الأبتر. وكانوا أربعة إخوة: لوا وضرا وأداس ونفوس. وأنهم زوجوه أختهم #تيسكي_العرجاء بنت زحيك فولدت منه المثنى أبا هواهـ ة وتزوجها بعد المسور عاصيل بن زعزاع أبو صنهاجة ولمطة وكزولة وهكسورة كما يأتي (..)وعندي، والله أعلم أن هذا الخبر مصنوع، وإن أثر الصنعة باد عليه. (..) وأما المحقّقون من نسّابة البربر فيقولون هو صنهاج بن عاميل بن زعزاع بن قيمتا بن سدور بن مولان بن يصلين بن يبرين بن مكسيلة بن دقيوس بن حلحال بن شرو بن مصرايم بن حام. ويزعمون أن جزول واللمط وهكسور #إخوة_صنهاج، وأن أمهم الأربعة #نصكي، وبها يعرفون. وهي بنت زحيك بن مادغيس، ويقال لها #العرجاء. فهذه القبائل الأربعة من القبائل إخوة لأم والله أعلم.»

لا ذكر لمكان مولدها، إلا أن ابن خلدون يشير أن نسبها يعود لإخوة صنهاج الأكبر، وأصل صنهاجة كلها هو الجزائر.

هذا وكما قال ابن خلدون.. والله أعلم.

المقال408

48 vues0 commentaire

Posts récents

Voir tout
bottom of page